د. فايزة إبراهيم محمد عمران
باحث أول بقسم بحوث تربية الجاموس (معهد بحوث الإنتاج الحيواني)
أجريت هذه الدراسة فى قسم الإنتاج الحيوانى بكلية الزراعة - جامعة القاهرة - الجيزة - مصر وتم تنفيذ هذه الدراسة فى خلال ثلاثة أعوام { 1996-1998 } .
وكان الهدف الأساسى من هذه التجربة هو دراسة الإستجابة الفسيولوجية وكفاءة النمو لعجول الجاموس وأبقار الفريزيان تحت تأثير التغيرات اليومية والموسمية والإجهاد الحرارى الشديد المستمر { 40 °م } . وأستخدم فى هذه الدراسة تسعة عجول { 5 عجول جاموس و4 عجول فريزيان } تراوح أعمارها بين 4-6 شهور عند بداية التجربة . وأشتملت الدراسة على تجربتان إحداهما تحت الظروف المناخية الطبيعية والآخرى فى معمل الحرارة { 40 °م } . وتم تسجيل الإستجابة الفسيولوجية الحرارية التنفسية مرتان يومياً ولمدة يومين على فترات أسبوعية خلال موسمى الصيف والشتاء . ومكث كل عجل داخل معمل الحرارة لمدة 15 يوم متتالية وتكررت هذه الفترات كل ثلاثة شهور خلال عمر العجول أثناء فترة التجربة من 6-18 شهر . ولكن خلال اليوم الأول من التعريض للحرارة داخل المعمل تم قياس إستجابة العجول 6 مرات بواقع مرة كل أربع ساعات .
ويمكن تلخيص أهم النتائج المتحصل عليها من الدراسة كالتالى :-
سجلت درجات حرارة كل من الشعر والجلد والمستقيم أقل قيم لها فى صباح الشتاء بينما كانت أعلى قيم لها فى موسم الصيف ظهراً لكلا النوعين وفى جميع أعمار العجول وبعد 4 ساعات من التعرض للإجهاد الحرارى خلال اليوم الأول بالمعمل { 40 °م } أظهرت عجول الفريزيان أكبر زيادة فى درجة حرارة كل من الشعر والجلد عن العجول الجاموسى فى حين أن درجة حرارة المستقيم أظهرت فى كلا النوعين إستجابة مغايرة لتلك التى أظهرتها درجة حرارة الشعر والجلد . وأستمر الارتفاع فى درجة حرارة كل من الشعر والجلد والمستقيم خلال اليوم الأول من التعرض للإجهاد الحرارى ولكن كان الارتفاع يتناقص تدريجياً . وبالرغم من أن درجة حرارة المعمل ثابتة خلال فترة التعريض داخل المعمل أظهرت العجول فى كلا النوعين زيادة فى هذه الدرجات الثلاث بحوالى 0.5-0.7 °م فى الساعة الثالثة ظهراً عن تلك المسجلة فى الساعة التاسعة صباحاً . أظهر معدل التنفس إختلاف واضح بين الأنواع فى خلال موسم الصيف ولكن هذا الاختلاف كان غير واضح خلال موسم الشتاء فى وقتى القياس اليومية . وأظهر كلا النوعين أعلى معدل تنفس بعد فترة تعريض للإجهاد الحرارى لمدة 12 ساعة متواصلة . ولكن بعد هذه الفترة تناقص معدل التنفس بالتتابع خلال فترتى التعريض التاليتين لتلك الفترة وكان التناقص أسرع فى حاله العجول الجاموسى . وكإستجابة للإجهاد الحرارى المستمر كان معدل التنفس لعجول الفريزيان أسرع عنه فى عجول الجاموس بحوالى 56 % فى الصباح { التاسعة صباحاً } و66 % فى الظهيرة { الساعة الثالثة ظهراً } . وكان هناك إختلاف واضح لتأثير العمر فى كلا النوعين وكان هذا الأختلاف مماثلاً للموجود فى درجة حرارة المستقيم .
كانت قيم الهيماتوكريت عالية فى العجول الجاموسى عن عجول الفريزيان فى كلا الموسمين وكإستجابة للإجهاد الحرارى خلال اليوم الأول من التعريض داخل المعمل أظهر كلا النوعين نفس الإستجابة للتغيرات فى قيم الهيماتوكريت . وأدى الإجهاد الحرارى المستمر لمدة 13 يوم إلى إنخفاض قيم الهيماتوكريت إلى أقل قيم لها فى عجول الفريزيان عن الجاموس فى جميع الأعمار وكانت القيم منخفضة فى العجول الصغيرة السن فى كلا النوعين .
قيم تركيز الهيموجلوبين كانت مرتفعة فى دم العجول الجاموسى عن تلك القيم فى دم عجول الفريزيان - بصفة عامة - فى كل الحالات . وكانت هذه القيم فى موسمى الصيف والشتاء - على التوالى - 13.6 و 10.9 جم / 100 مم دم فى الجاموس ، 11.7 و 10.9 فى دم عجول الفريزيان . وخلال اليوم الأول داخل المعمل كانت إستجابة كلا النوعين مختلفة وكذلك فى مدى التغير فى تركيز الهيموجلوبين .
قيم عدد كريات الدم الحمراء مرتفعة خلال موسم الصيف عن موسم الشتاء . وكانت الاختلافات واضحة بين النوعين فى كل قيم كريات الدم الحمراء فى كلا الموسمين . انخفضت قيم العدد الكلى للكريات الحمراء انخفاض متتالى مع الزيادة فى فترات التعريض خلال اليوم الأول للتعريض فى كل من النوعين مع إن قيم العدد الكلى فى عجول الجاموس كانت أعلى منها فى عجول الفريزيان فى أى فترة من فترات التريض . وكثافة الكريات الحمراء كانت أعلى قليلاً فى الجاموس عن الفريزيان كإستجابة للإجهاد الحرارى المستمر لمدة 13 يوم بالمعمل .
قيم العدد الكلى لكريات الدم البيضاء كانت أكبر فى دم عجول الجاموس عن تلك القيم فى دم عجول الفريزيان وكان هذا الاختلاف بين النوعين أكثر وضوحاً فى موسم الشتاء . وفى كلا النوعين - بصفة عامة - تزداد كريات الدم البيضاء مع التقدم فى زيادة فترات التعريض لإجهاد الحرارى المستمر . ولكنها لم تظهر أى تأثير ملموس للعمر أو للنوع تحت تأثير الإجهاد الحرارى لمدة 13 يوم .
الأنواع الخمسة من كريات الدم البيضاء أظهرت إختلافات نتيجة للتغيرات المناخية الموسمية بين فصلى الصيف والشتاء . وتحت تأثير الإجهاد الحرارى المستمر سواء لفترات قصيرة { خلال اليوم الأول } أو لفترة أطول { خلال 13 يوم } كان لعجول الفريزيان أعلى قيم للنسبة بين الكريات القاعدية والليمفاوية عن تلك الخاصة بالعجول الجاموسى .
أظهرت قيم كل من هرمونات التراى أيودوثيروثين { T3} والثيروكسين {T4} قيم عكسية فى كلا النوعين فكان لهرمون T3 قيم أكبر فى موسم الصيف عن موسم الشتاء وكان أعلى فى الجاموس . فى حين أن قيم هرمون T4 لم تظهر أى فروق موسمية محسوسة فى الصباح وكانت أعلى فى عجول الفريزيان . وأدى التعريض للإجهاد الحرارى المستمر لفترة طويلة إلى اختلافات بين النوعين فى جميع الأعمار فى تركيز كل من هرمون T3 و T4. وكان للجاموس فى أى عمر من الأعمار أعلى قيم من T3 وأقل قيم من T4 .
زاد معدل ماء الشرب فى موسم الصيف صباحاً عنه فى موسم الشتاء . ولم تظهر أى اختلافات ملموسة بين النوعين بالنسبة لمعدل ماء الشرب بين موسمى الشتاء والصيف . وكإستجابة للإجهاد الحرارى المستمر لفترة طويلة كان مقدار الماء المشروب عادة أكبر فى عجول الفريزيان عن عجول الجاموس.
معدل المأكول من العليقة بصفة عامة كان أعلى فى موسم الصيف لكلاً النوعين وكانت النسبة بين العليقة الخشنة والعليقة المركزة أعلى فى الصيف عن الشتاء لكلا النوعين . وكان هناك اختلاف واضح فى معدل المأكول من العليقة المركزة تحت ظروف الاجهاد الحرارى المستمر . وتناقص معدل المأكول من العليقة المركزة نتيجة التعريض لإجهاد الحرارى عن قبله الزيادة اليومية فى وزن الجسم بصفة عامة كانت منخفضة فى موسم الصيف عن موسم الشتاء لكلا النوعين وتحققت أعلى زيادة يومية بين 15-18 شهر من عمر العجول . وفى موسم الشتاء كلا النوعين أظهروا انخفاض فى الزيادة اليومية بين شهرى 9 ، 12 من العمر . وأدى الإجهاد الحرارى المستمر إلى انخفاض الزيادة اليومية بمعدل 25 % فى عجول الجاموس و 20 % فى عجول الفريزيان بالرغم من وجود اختلافات فردية. وتأثرت الزيادة اليومية تأثير واضح فى كلا النوعين بفعل التأثير بعد التعريض للإجهاد الحرارى والذى استمر خلال أسبوعين بعد توقف التعريض للإجهاد الحرارى.
ساحة النقاش